في سكون ذالك البحر .. بتُ أقعدُ قُربهُ .. لِتُداعبَ أطراف قدمايا من مائه العذب .. و لأعبئ صَدري من صفاء نسماتِ قادِدمةٌ منهُ حتى أُزفر زفيرٌ يتخالطهُ أنينٌ من داخل قلبِ لطالما أُكبت داخلهُ الألم.
أخذني شوقي و حنيني لأبعد المسافات التي تجاوزتُ بها طيلة مرآحل عمري ., ذهبتُ
بحنيني إلى جسورٍ قد أُمدت لي من قبل..
أخذني شوقي إلى أيآمٍ مضت مكثتُها بفرحٍ لم أذُق فيها يوماً طعماً مراً..
لطالمآ أرتميتُ و أهتويت إلى أحضانهِ الدافئة و لطالما أنحنيتُ لكي أحتضن رجلاه لأقبلها بشغفِ ..لكم قلبتُ رأسه الحآني..
و لكم بكيتُ على صدرهِ ساعاتٌ و ثواني..
آهـ ,, انه أبي العزيز..الذي لم أتطرق يوماً إلى إيجادِ مثلاً لحنانهِ و عطفه ..
لكم سهوتُ عنك يا أبي..! .. و لكم لم أُلبي لك طلباً..! ؟؟
هل أصطرخ أبي رجوتك سامحني؟؟..
هل أتباكى بأنينٍ يقطع نياط القلوبِ لتحن ألي و ترجع لي ؟
هل أبكي ؟ أم أصرخ؟ أم أركضُ مسافاتِ طِوال..!
ولكن إلى أين ؟؟ إلى أين سأذهب؟وإلى أي مدى سأُهرول ؟ ومآ ذآ يفيد؟
حاولت مراراً أن أبعد و أطردَ تلك الأحداث التي لطالما أسميتُها بـ المخيلات "في رأسي
ولكن مع بزوغ ذالك الفجر..أنتظرتك و ترقبتُ مجيئك ..حتى تأتي من صلاةِ الفجرِ و
تأخذني بين يمناكَ لأأحضنك بل بالحقيقةِ أتشبثُ بك لأعتنقك و ليعتنق حانك و عطفِك حنايا قلبي و يتربع بين ضلعيه ..
أبي لقد أصبح قلبي في بعدكِ كـ دميةٌ باليةٌ تتقطع و تتمزق خيوطِها بمرارةٍ ..
أبي لمَ تركتني؟ .. لمَ لمّ تخبرني أنك عازمٌ على حملِ أسفارك ..؟ لمَ لمّ تخبرني أبي أنكَ
ستتركني وحدي أخاطب جدراني عن قساوةِ الزمن ..
هل غلِطتُ عليك يوماً؟ هـل لم تطقِ العيش معي ؟
أرجوكـ أبي عُد إلي ..!
أرجوكـ أبي عُد إلي ..!
أرجوكـ أبي عُد إلي ..!
قد رددتها مرارا دون جدوى .. أما الأن فلم أفعل سوا أن أترك لدمعي العنان .. لتقطِر
عينايا دموعِ شفافةُ لها بريقٌ أشبهُ بالنجومِ.و ثقيلةٌ هيا تزنُ بكتلتها الأطنان..
أبي بِتُ في بعدكَ واجمتٌ أذكُر ما بقي لي من ذكرياتٌ لمّ تطوى لها صفحةٌ من كتابٍ
تراقصت أمامهِ صفعاتُ القدر القاسية..
رحماك ياربي..أرحم بي .. فأنت ما تبقى لي يارب..
و كما أغلقت عينا أبي و أمي و أغلقت الدنيا أبوابها في إسعادي..فبابك لا
يغلق ..وعطفكً واسعٌ .. فأعطف بقلبي ..